متي نرتقي بالحزن الوبيل إلي الحزن النبيل؟

متي نرتقي بالحزن الوبيل إلي الحزن النبيل؟

متي نرتقي بالحزن الوبيل إلي الحزن النبيل؟

بقلم: كامل الشابي

تحول العالم الكبير الذي نعيش فيه إلي قرية صغيرة بفضل التقدم المذهل في تكنولوجيا الإتصالات، والذي جعلنا نسمع ونري ونعايش مايدور- في الجانب الآخر من الكرة الأرضية – من أحداث فور وقوعها.متي نرتقي بالحزن الوبيل إلي الحزن النبيل؟ 

وقد تابعنا – مع العالم – حدثآ رياضيآ عالميآ، وهو بطولة الأمم الأوروبية، والتي انتهت بفوز البرتغال بالكأس المرموقة علي حساب فرنسا – الدولة المضيفة- وجاء هدف الفوز في الوقت الإضافي القاتل، وكان للهدف وقع الصدمة علي الملايين من الفرنسيين.

وشاهدنا حجم الحزن الذي ألَمّ بهم، وعبّروا عنه بذرف الدموع وتنكيس الرؤوس والارتماء في أحضان بعضهم البعض في مشهد مؤثر من “الحزن النبيل”.

كما أقيمت بطولة كروية هامة أخري في نفس التوقيت وهي بطولة “كوبا اميركا” المئوية، والتي خسرها منتخب الأرجنتين العريق أمام تشيلي بركلات الترجيح، وشاهدنا قائد الأرجنتين ليونيل ميسي – الغني عن التعريف- يجلس علي أرض الميدان في نهاية المباراة لايصدق نفسه من هول الصدمة والحزن، واكتفي بالبكاء والانزواء بعيدآ عن الكاميرات في مشهد مؤثر آخر من مشاهد “الحزن النبيل”.

أما هنا فحدث ولاحرج عن مشاهد “الحزن الوبيل” الذي كلّف أصحابه الكثير والكثير.

فمنذ أيام انتهت مباراة في ختام الدوري المصري بين المصري البورسعيدي وغزل المحلة بالتعادل 2/2، ونتيجة لهذا التعادل خسر المصري المركز الثالث في ترتيب أندية الدوري.. فماذا حدث؟

اشتبك اللاعبون والأجهزة الفنية في معركة حامية الوطيس، وفقد المدير الفني لنادي المصري صوابه وقام بمطاردة أحد المصورين وضربه وحطم الكاميرا الخاصة به !

وبعدها بأيام تعادل النادي الأهلي مع ضيفه الوداد المغربي في دوري أبطال أفريقيا علي استاد برج العرب، ولم يكن هذا التعادل في صالح صاحب الأرض، فغضب أنصار الأهلي وقاموا بإلقاء الزجاجات الفارغة والحجارة علي أفراد الأمن وقاموا بخلع وتحطيم المقاعد التي كانوا يجلسون عليها في مشهد غير حضاري من مشاهد “الحزن الوبيل”، واضطرت الشرطة للقبض علي عشرات منهم.

وبعد وضوح الصورة أمام حضراتكم بهذه المشاهد المتباينة للحزن عندهم والحزن عندنا، تبرز في ذهني علامات الإستفهام التالية:

لماذا لانتعلم منهم الحزن النبيل؟ لماذا لانتحكم في مشاعرنا وأنفسنا كما يفعلون؟ لماذا نيأس بسرعة ونثور وتطيش عقولنا ونحطم كل مايقابلنا عندما نخسر مباراة في دوري محلي أو بطولة كأس محلية؟

بينما نشاهدهم – علي الجانب الآخر- يخسرون بطولات عالمية عريقة يتابعها الملايين وتُقدر بملايين الدولارات، ويخرجون من الملاعب وكأنهم في صلاة أو كأن علي رؤوسهم الطير.

متي نرتقي بالحزن الوبيل إلي الحزن النبيل؟ سؤال أبحث له عن إجابة.

المصدر .

اقرأ أيضا ..