باريس لم تنم بعد فوز فرنسا الدراماتيكي
لم تكن أمسية الأربعاء عاديةً على الإطلاق في منطقة المشجعين (فان زون برج إيفيل) في شان دو مارس بمحاذاة برجل إيفيل..فالمباراة التي جمعت بين المنتخب الفرنسي ونظيره الألباني ضمن منافسات المجموعة الأولى في يورو 2016 كانت أشبه بفيلم سينمائي مشوّق اختلجت فيه مشاعر الفرنسيين الذين حبسوا أنفاسهم حتى الرمق الأخير قبل أن تشتعل الـ”فان زون” بهدفين “دراماتيكيين” لأنطوان جريزمان وديميتري باييت اللذين انتزعا أولى تذاكر الدور الثاني من البطولة.باريس لم تنم بعد فوز فرنسا الدراماتيكي
فالأجواء كانت صاخبة جداً في قلب العاصمة الفرنسية حيث ارتدى معظم مناصري الديوك قمصان المنتخب وتوشحت الوجوه بألوان العلم الفرنسي، أما تفاعل المتفرجين مع أحداث المباراة والتشجيعات المستمرة، فحولت الشاشة العملاقة (420 متر مربع) الموضوعة في أسفل برج إيفيل، ملعباً حقيقياً.
واحتفاء بالفوز الغالي والتأهل إلى الدور الثاني أضيء برج إيفيل بالكامل وتلوّن بالعلم الفرنسي ومن ثم بألوان المنتخبات المشاركة الأخرى ورقص المشجعون في المكان وغنوا النشيد الوطني الفرنسي قبل أن يطلب رجال الأمن من الجميع المغادرة حفاظاً على سلامتهم.
وعقب خروج المشجعين استوقفنا البعض منهم على مداخل الـ”فان زون” وحتى في مقصورة الميترو لإطلاعنا على الأمسية الصاخبة التي أمضوها وعن رأيهم بأداء المنتخب الفرنسي، فقالت إحدى المشجعات البالغة 23 عاماً وتدعى ليا بيانكورين: “المباراة كانت مثيرة جداً، ظننا أننا سنخسر أو نتعادل بسبب الأداء المتواضع في الشوط الأول. كنا ننتظر الهدف وأحرزنا اثنين. أنا سعيدة جداً ومتفائلة بتحقيق نتائج مماثلة في المباريات المقبلة”.
من جهته قال أوليفييه توما وهو رجل في العقد الخامس من عمره: “المباراة كانت رائعة وساخنة..انتظرنا طويلاً جداً حتى جاء هدف الفوز.
ورأى توما أن الخطة التي بدأ بها ديشان المباراة لم تؤتي ثمارها ومن الأفضل اللعب كما فعل في الشوط الثاني مضيفاً: ” يجب الدفع باللاعبين الشبان مثل جريزمان وكومان ولوكا دينيي”.
ومن داخل المترو، قالت أنورين أوديني: اعتقدنا أننا لن نفوز أبداً لكننا نجحنا في النهاية بإحراز هدفين وأنا سعيدة جداً بهذه النتيجة.
ولا شك في أن القوات الأمنية الفرنسية نجحت مجدداً في مهامها بالحفاظ على الأمن ومنع حدوث أي أعمال شغب رغم الجماهير الغفيرة، إذ شهدت منطقة المشجعين منذ الصباح تشديداً أمنياً حيث انتشرت القوى الأمنية حول المساحة المخصصة للـ”فان زون” والتي تبلغ 130 ألف متر مربع وكان لا بد لجميع الوافدين عبور ثلاث محطات للتفتيش وأحياناً أكثر، مع تفتيش دقيق جداً ومطول هذا بالإضافة لدوريات الشرطة المستمرة سواء بالسيارات العسكرية والأحصنة أو الوحدات الخاصة التي جابت الشوارع وشكلت جدراناً بشرية أمام البوابات المؤدية إلى داخل المنطقة.
المصدر .