جمال القاسمي يكتب: الزمالك والطائر والرئيس!
لم تكشف خسارة الأهلي لكأس مصر أمام غريمه التقليدي الزمالك 1-3 المدرب الهولندي مارتن يول بحلوله الضيقة وأدائه العقيم وفقط، بل وكشفت أيضا حالة متقدمة من الفوضى التنظيمية، بدا ظاهرا أن مباراة القمة، كانت أكبر بكثير من أن تستوعب، كل تفاصيلها وتبعاتها، خاصة وأنه من المخجل جدًا، أن تخسر بتلك الصورة «الهزيلة» أمام نادٍ كان من التلقائي جدًا أن يكون في أسوأ مراحله ولحظاته، عطفا على كل تلك التغييرات الماراثونية في جهازه الفني، وما يمكن أن يرافق ذلك التغيير من ارتباك وعدم استقرار، وما يمكن أن يفسر سلبيا في نفس ذلك الاتجاه.! جمال القاسمي يكتب: الزمالك والطائر والرئيس! جمال القاسمي يكتب: الزمالك والطائر والرئيس!
لم يحتاج الزمالك لاستنفار قدرات وقوى لها أن تكون كامنة، أبعد عن هوية انضباطية وإدارة قوية يتعهدها مستشاره ورئيسه مرتضى منصور، واذا ما سلم البعض أن المواجهة الأخيرة للقمة، لم تحكِ أكثر من حكايتها الوحيدة، للهيبة الانضباطية، وكيف أن الفوضى تمثلت في خسارة «مخجلة» وصورة متقدمة من غير الانضباط بعد تسابق للاعبين في تأكيد مقولة، أن ما يمكن اخفاؤه في تصريحات وأحاديث رسمية تخص الهيبة والمكانة، يمكن إزاحة الستار عنه في غفلة من غفلات المباريات، وكيف هي اللحظات التي لها أن تكشف حقيقة مستوى انضباطي يعيش عليها غالبية لاعبي الأهلي، والا من غير المعقول أن تتابع ذلك التسابق للحصول على البطاقات الملونة، وتعتقد بصورة مختلفة كمثل تلك التي يتحدث عنها الرئيس «الطائر» وبعض المسؤولين.!
إن الفارق الذي رجح كفة الزمالك دون جهد أو عناء ويمكن أن يثار، هي حقيقة شخصية الرئيس، وصناعة عامة للهيبة والانضباطية بين اللاعبين، وفي جانب آخر، كيف هي الصورة المعاكسة، وتفاصيل بعض الأسماء واللاعبين أكبر بكثير من استيعاب الرئيس، وهي حقيقة من حقائق كثيرة بدا واضحا أن النادي الأهلي يظهر معانيا لها في عهده الحالي، وكيف أن الصورة ناصعة البياض التي كانت تتمتع بها القلعة الحمراء في عهد رؤساء «هيبة» وقيمة ومكانة ومجالس للإدارات، تحولت الى قاتمة، أو داكنة السواد، لا يمكن من خلالها أن تتابع أكثر مما تابعه الجميع بخجل واستحياء، ودلل على براهين وحقائق لا يمكن أن تخفى أكثر مما كان.!
أحيانا كثيرة تحتاج الأندية الكبيرة، الى مثل تلك اللحظات وتلك الخسائر «المخجلة» على أقل تقدير حتى يتعرف المعنيون بالأمر على ماذا يحدث بالداخل وكيف هو الأسلوب الذي تم اختياره لتحديد المصير والمسار، وكذلك أهلي القرن هو أكثرهم الآن حاجة لتدخل مخلصيه وجمهور وفي وعريض، حتى يفتح صفحة جديدة من الصفحات الحاسمة، ويقول كلمة وبعد نقطة، قبل أن تكثر الفوضى والمهازل، ولا يتعرف بعدها على ماذا يمكن أن يكون قد تبقى من تركة رؤساء سابقين وتاريخ.!
المصدر .