حسين حمدي يكتب: أنقذوا الإسماعيلي من مصير الترسانة
على قدر قوة بيتك يتحمل الهزات المتتابعة، وبيت الإسماعيلى قد أوشك على الانهيار بعد 14 عامًا من الضربات المستمرة لفريق أبهر مصر كلها فى موسمى 2000- 2001 و2001- 2002، وتمكن من خطف البطولات من الأهلى والزمالك، ولكنه الآن أصبح فريقًا خاويًا من النجوم القادرين على صنع الفارق وجلب البطولات، بل وأصبحنا نشاهد قائمة المنتخب الأول خالية من أى لاعب من الدراويش، سواءً فى التشكيل الأساسى أو على دكة البدلاء. حسين حمدي يكتب: أنقذوا الإسماعيلي من مصير الترسانة
الإسماعيلى أصبح يُدار فى السنوات الأخيرة بلا استراتيجية، حيث إن مَن يتولى المسؤولية إذا لم يكن رجل أعمال ويملك بعض الأموال لتسيير أمور النادى فإن الدراويش سيسقط تمامًا، أما إذا كان رجل أعمال فنجده يصرف لموسم أو اثنين ثم تبدأ الأزمات المادية ومعها يقرر مجلس الإدارة بيع نجوم الفريق وتفريغه من مواهبه التى لا تنضب أبدًا.
أزمة الإسماعيلى الحالية، والتى تبعت مباراة الزمالك فى الكأس ونتج عنها استقالة أعضاء مجلس الإدارة ولم يتبقَّ منهم سوى محمد أبو السعود ونجله، هى أمر إيجابى وسلبى فى نفس الوقت، فرغم أنها هزّت قلعة الدراويش إداريًّا، ووضعت المجلس الحالى فى إطار غير قانونى، فإنها قد تفتح الباب أمام تعيين مجلس جديد من أبناء النادى الأكفاء الذين يضعون استراتيجية صحيحة يدار بها الإسماعيلى، بحيث يتم تحديد مصادر دخل ثابتة للنادى دون الحاجة إلى رجال الأعمال، ويقومون بإعادة إحياء قطاع الناشئين الذى أخرج للكرة المصرية عشرات المواهب التى تركت بصمات واضحة مع الإسماعيلى والمنتخب، وآخرها حسنى عبد ربه الذى تُوّج مع الفراعنة بكأس الأمم الإفريقية مرتين متتاليتين، وحصد لقب أفضل لاعب فى نسخة 2008.
إصرار أبو السعود ونجله على البقاء فى الإدارة مع التعيينات الجديدة سيكون أكبر ضربة للإسماعيلى؛ لأن هذا الرئيس أثبت فشله وتخلى عنه أعضاء مجلسه بعد أن رأوا فريق الكرة ينهار شيئًا فشيئًا دون أى تدخل من الإدارة، وأصبح الفريق مهددًا أيضًا بالتراجع فى الموسم الجديد بعدما تخلى عن مروان محسن، أبرز لاعبيه، والذى انتقل إلى الأهلى ولم يتعاقد حتى الآن مع أى لاعب جيد يستطيع إضافة جديد للفريق، كما رحل خالد القماش الذى حاول ترميم الدراويش بأقل الإمكانيات، حتى جاءت رباعية الزمالك فى الكأس لتطيح به.
تعوّدنا أن نرى الإسماعيلى فى كل موسم يتعاقد مع لاعبين مغمورين، سواءً محليون أو أفارقة، ثم نراهم يبرزون مع بداية كل موسم، ولكن هذا الأمر قد انطمس كما اختفت هوية الإسماعيلى فى لعب كرة جميلة، وأصبحنا الآن نعيش خطرًا حقيقيًّا، وهو أن الإسماعيلى بعدما تخلى عن وضعه كضلع ثالث فى الكرة المصرية ينافس الأهلى والزمالك على الألقاب، قد يلقى مصير نادى الترسانة، وهو التراجع فى مؤخرة جدول الدورى ثم الهبوط إلى دورى الدرجة الثانية ومنه إلى طَىّ النسيان، ويصبح الحديث عن الإسماعيلى جزءًا فقط من الحديث عن الذكريات الجميلة للكرة المصرية.
المصدر .