صداع في رأس متعب
بقلم: طارق الأدور
ما يقدمه عماد متعب في كل الظروف الصعبة يستحق أن يكون قدوة لكل لاعبي الجيل الحالي آجلاً وعاجلاً في عصر أصبح من النادر أن نجد فيه اللاعب المجتهد والمخلص في كل العصور والقادر علي كسب كل هذه الشعبية. صداع في رأس متعب
والحقيقة أن الفترة الماضية شهدت صداعاً كبيراً في رأس متعب والجهاز الفني بقيادة حسام البدري بسبب عدم مشاركة اللاعب في المباراة ولكن الله يشاء دائماً أن ينصف اللاعب في كل مرة تتأزم فيها الأمور وفعلها الموسم الماضي وسجل في كل مباراة شارك فيها ثم هذا الموسم.
وربما كان الصداع الذي أصاب رأس متعب الذهبية هو من أخرج هذا الإبداع في كرة هدف مباراة المقاولون.. فقد تركزت كل خبرات اللاعب في هذا الهدف بعد أن كادت الكرة تتجاوزه ولكنه بذكاء حول اتجاه رأسه بطريقة عكسية ليستقبل الكرة التي كادت تمر بمؤخرة رأسه لتهز الشباك بعد 255 دقيقة كاملة فشل الأهلي خلالها في التسجيل هي 90 دقيقة في مباراة السوبر أمام الزمالك ثم 90 دقيقة أخري أمام الإسماعيلي وأخيراً 75 دقيقة كاملة حتي كسر متعب حاجز الصمت الأهلاوي بهذا الهدف.
والحقيقة التي أعلمها تماماً عن حسام البدري هي أنه قوي وحازم وعادل وهي الصفات التي تشكل نجاح أي مدير فني وهو أمر أيضاً يشيد به كل لاعبي الأهلي سواء الأساسيين أو البدلاء وهو أمر هام جداً أن يشعر اللاعب بعدالة الجهاز الفني.
والعدالة لا تعني في كرة القدم أن تكون الفرصة متساوية أمام جميع اللاعبين في المشاركة وإنما في منح الفرصة لمن يجتهد ويستطيع أن يثبت وجوده.
وبالمناسبة فقد كنت متعاطفاً ومتفقاً جداً مع هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر عندما قرر توحيد عقوبة من يخرج عن النص بأي وسيلة بإيقافه وإبعاده عن المنتخب وهي قضية أعرف أيضاً أن البدري مقتنع بها.
ولما كانت العدالة مطلوبة.. فإن متعب نفسه مطالب ببذل قصاري جهده لإثبات وجوده في كل مرة تتاح له الفرصة بالمشاركة وهو الأمر الذي يتطلب فيه أن يكون دائماً لائقاً بدنياً لأني أعلم أن النواحي البدنية هي فقط ما يمنع متعب في التواجد المستمر في تشكيل الأهلي.
وبالمناسبة كانت ضربات الرأس دائماً هي أحد العناصر الهامة التي تزيل صداع متعب وقد حققت هذه الرأس بطولة من وحي الخيال عندما سجل هدف الفوز بالكونفيدرالية في الوقت بدل الضائع أمام سيوي سبور الإيفواري.. وهي الرأس التي سجلت في مرمي الجزائر في الوقت بدل الضائع أيضاً في تصفيات مونديال 2010 وتسببت في مباراة فاصلة أقيمت وقتها في السودان وهي التي سجلت مراراً في الدوري وحملت الألقاب للأهلي.
*نقلا عن جريدة الجمهورية المصرية