الرياضة اليوم
يسري عباس يكتب: هذا هو حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا
كتب / يسرى أحمد عباس
يمر العام تلو العام ونكون جميعاً مع أقاربنا و أحبابنا وأصدقائنا تحت الأرض ، وسيسكن بيوتنا أناس غرباء ، ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون ، لن يتذكروا شيئاً عنا فمن منا يخطر والد جده على باله مثلاً ، إن سبق له رؤيته أو كان واعياً عليه قبل مغادرته عالمنا الدنيوي.
سنترك الدنيا ، و نبقى مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس ، أسماؤنا وأشكالنا سيطوي صفحاتها عالم النسيان.
فلماذا نطيل تفكيرنا و نمعن فى مدى نظرة الناس إلينا و تقيمهم لنا ، لماذا تشغلنا أملاكنا وبيوتنا وأهلينا ، ما دمنا لها مودعون ، كل هذا لا جدوى منه و لا نفع به بعد إنتقالنا من فوق الأرض لباطنها بعد إنقضاء الأعوام و تعاقب الزمن عاماً بعد العام. إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ستطوى وتنقضي في طرفة عين ، وستتعاقب بعدنا الأجيال، جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق أغلب أحلامه، تأتى الدنيا غرباء و نعود غرباء ، هذا هو حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا، وزمننا الحقيقي في هذا الكون فهو أصغر مما نتصور .
بعد عدة أعوام ، سينهال علينا التراب ووسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة وكم كانت أحلامنا سخيفة ونتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات وعمل الصالحات.
طالما لا زال في العمر بقية فلنعتبر ونتغير