الرياضة اليوم – أخبار مصر
الرئيس السيسى يطالب المصريين بالالتزام الكامل خلال الأسبوعين القادمين لعبور أزمة كورونا
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، أن الحكومة اتخذت إجراءات غير مسبوقة لمواجهة فيروس كورونا ، مشددا على ضرورة تضافر الجهود لمجابهة هذا الخطر.
وأعرب الرئيس السيسي، خلال لقائه بعدد من السيدات المصريات بمناسبة عيد المرأة المصرية اليوم، عن ترحيبه بهن ، موجها لكل سيدة مصرية تحية تقدير واعتزاز.
وقال إن المرأة المصرية لها كل التقدير والعرفان ، مضيفا ” أتشرف بكم كنماذج عظيم مشرفة من سيدات مصر ، وهذا في إطار الاحتفال سواء بيوم المرأة المصرية أو بعيد الأم”، موجها التحية والتهنئة بمناسبة ليلة الإسراء والمعراج.
وأردف الرئيس السيسي قائلا ” أود أن أن أتحدث عن موضوع يهم الجميع خلال المرحلة الحالية وهو الأزمة الخاصة بفيروس كورونا “، موضحا “هي أزمة أتصور أنها غير مسبوقة على مستوى العالم كله لم يحدث في تاريخ الإنسانية المعاصر أن حدثت أزمة بهذا الحجم على مستوى العالم، ومنشر في أكثر من 177 دولة، ووبالتالي تأثيراته ستكون كبيرة ، وأن التأثير الاقتصادي سيكون عميق حتى مع الدول التي استطاعت تحتوي هذا المرض” .
وقال الرئيس السيسي “نحن كدولة انتبهنا لهذا الأمر ورتبنا نفسنا جيدا طبقا للمعايير العالمية.. والدولة المصرية استعدت للأزمة وتتعامل معها من خلال العلم والمعايير الدولية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية”..محذرا “إذا لم تتضافر كل أجهزة الدولة ومؤسساتها والمجتمع المدني والمصريين بكل عناصرهم وتعامل الجميع مع الموضوع بشكل حاسم ومسئول وجريء سوف نخسر كثيرا”.
وأضاف “لا أقصد أن أثير قلق الشعب ولكن تعودنا أن نكون صادقين وأمناء، وتابعت الإجراءات التي قامت بها مصر منذ بداية الأزمة وممكن استعرضها لكي تعلمون أن الإجراءات مرتبة ومنظمة”.
وطالب الرئيس السيسي أن يكون المصريون مسئولين، وأن يقوم الإعلام بمزيد من التوعية ونشر الأخبار والإرشادات الطبية بشأن هذا الموضوع حتى يتشكل وعي حقيقي لدى المصريين في مواجهة هذا الفيروس.
وقال الرئيس “أرى جميع الناس منتبهة لهذا الأمر ونود أن نحول التعبئة والوعي والتخوف والتحسب إلى إجراءات مجتمعية” مؤكدا “أن الدولة لم تخفي شيئا، وخلال مسيرة الـ 6 سنوات على الأقل الماضية كان دائما من يقوم بالتشكيك في كل إجراء نتخذه قائم وموجود وسيظل موجود، وأقل ما يقال فيه إنه حديث كاذب وفيه افتراء كثير، وليس التشكيك متعلق بأمر كورونا فقط ولكن هذه حالة تعيشها مصر”.
وتابع ” قولت سابقا أن ما حدث على مدى أكثر من 80 عاما عاشتها مصر تسبب في تشكيل حالة لدى المصريين من عدم الثقة، وصلت إلى حد عدم الثقة بأنفسنا”.
وأكد الرئيس السيسي “أننا لا نخفي أي شئ ولا يجب التشكيك في كل إجراء متخذ، متسائلا لماذا سنخفي عليكم الحقيقة؟، فهذا الأمر ليس قاصرا على مصر وحدها بل في العالم كله، ونحن ليس ببعيد عن ما يحدث حولنا”.
وأوضح”أنه لطفا من الله ثم بفضل الإجراءت العلمية الحقيقة والاحترازية التي قامت بها الدولة حال دون أن ينتشر الفيروس في مصر بشكل مؤذ” .
وأضاف الرئيس السيسي “نحن تعاملنا مع الموضوع من بدايته بمنتهى الشفافية، مؤكدا أن البيانات والأرقام التي تخرج من وزارة الصحة والحكومة بشأن هذا الموضوع تعكس الواقع الذي نعيشه وهي أرقام موجودة بالفعل وتعلن بشفافية “
وقال ” أنا بقول هذا الكلام ليس للطمأنة فقط ولكن لكي نأخذ مزيدا من الأسباب ، نحن كمصريين متابعين الأحداث، ومتابعين مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بالتعليقات، وهناك كلاما كثيرا يقال في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن نحن نتخذ إجراءات غير مسبوقة ” .
واستطرد الرئيس ” المصريين الذين تم إعادتهم من الصين تم وضعهم في منطقة بمطروح معدة خصيصا لهم لكي يكون الجميع من أول طاقم الطائرة حتى الطاقم الطبي والركاب المصريين الموجودين وضعوا في عزل كامل لمدة 14 يوما حتى تم الاطمئنان عليهم وتم اتخاذ الإجراءات الطبية طبقا للمعايير”.
وتابع ” لقد تابعتم ما حدث في إحدى المراكب النيلية بالأقصر، وتم اتخاذ الإجراءات الطبية وفقا للمعايير ، وتم الكشف على جميع الموجودين في المراكب النيلية ، ثم عمل إجراءات تطهير وتعقيم كاملة ، قامت بها الدولة لهذه المراكب”.
وأضاف ” أن الدولة المصرية في أزمة كورونا أخذت بالأسباب وما زالت تأخذ في مجابهته” وطالب الرئيس بمزيد من الالتزام والمسئولية والجدية والانضباط ، قائلا ،” نجلس أسبوعين على الأقل، ساعدونا يامصريين إننا نعبر هذه المرحلة وإلا سيكون حجم المصابين وحجم الأرقام المعلن أكبر من ذلك”.
وأردف ” أنا بقول هذا الكلام لأن التوصيف الطبي لهذا الفيروس سريع الانتشار وبالتالي نتحدث عن متوالية هندسية وعن أعداد من الممكن تتحول إلى آلاف خلال أيام قليلة ، فالمتوالية الهندسية أو المتوالية العددية من الممكن شخص مصاب واحد ، أن يصيب كثيرين جدا وبالتالي كل واحد يعود إلى منزله ويلتقي بأسرته وأصحابه وبزملائه في العمل، فماذا سيحدث” .
وأشار إلى “أن الحكومة اتخذت إجراءات لمواجهة هذا الفيروس بتعليق التعليم والجامعات وتقليل عدد الموظفين ، والمحلات تغلق 7 مساء ، وهذا هدفه تقليل حجم التداخل والاختلاط بين الناس، مؤكدا أنه يجب أن نأخذ الأمور بمنتهى الجدية والحرص والحذر حتى نخرج من هذا الأمر بسلام”.
وقال الرئيس السيسي ” لا توجد لدينا أية أزمات في نقص السلع ودائما في كل لقاءاتنا مع الحكومة وأعضائها يكون العنوان الرئيسي هو حجم الاحتياطي المتيسر لدى الدولة المصرية، مؤكدا أنه لا يوجد مواد غذائية يقل الاحتياطي لها عن 3 أشهر”، داعيا المصريين إلى عدم التكالب وعدم شراء سلع أكثر من حاجتهم.
وتقدم الرئيس السيسي بالتحية والتقدير لجميع أعضاء القطاع الطبي على جهودهم في مواجهة فيروس كورونا..مشيرا إلى أنهم يخوضون معركة مثل الحرب ، مضيفا “نقدر جهودكم.. ونحن نخوض حربا أنتم أبطالها”.
كما تقدم بالشكر للحكومة على التعامل الجيد مع أزمة الطقس السيء، مؤكدا أن الإدارة المتوازنة والعلمية أدت إلى أن تكون الأضرار في أقل ما يمكن كما أن الدولة وقفت بجانب المتضررين من أزمة الطقس في اليوم التالي للأزمة.
كما توجه بالشكر للقوات المسلحة والشرطة و لكل قطاعات الدولة و الإعلام الذي قام بدور عظيم في دحض الشائعات التي تخرج سواء كانت بقصد أو من غير قصد.
وتابع الرئيس السيسي ” أن الأمر لم ينتهي، مشيرا إلى بذل المزيد من الجهد سواء كان من القطاع الطبي في مصر أو مشاركة القوات المسلحة والشرطة وباقي الأجهزه مستمرة في القيام بدورها للتغلب على هذا الفيروس وكل المطلوب من المصريين أن يساعدونا في أن نعبر أخطر أزمة و نحن على مدار السنوات الماضية بذلنا جهدا حتى نتقدم بمصر للمستوى الذي يليق بها وبالمصريين، وتم بذل جهود ضخمة وتضحيات كبيرة “.
وأشار الرئيس السيسي إلى “أن المصريين وقفوا وتكاتفوا وتحملوا وكانت النتيجة جيدة، لافتا إلى أن حجم التداعي للاقتصاد العالمي ضخم جدًا، وحجم الضغوط على الاقتصاد المصري ضخمة جدًا و لولا خطة الإصلاح الاقتصادي ما تمكنا من أن نتحمل تلك التداعيات التي أتحدث عنها”، مؤكدا أن الصمود الذى نحن فيه هو أساسه المصريين بصمودهم أمام الضغوط الكبيرة التى حدثت في خطة الإصلاح الاقتصادي.
واستطرد الرئيس السيسي ” كل المؤشرات والعالم كله يتحدث خلال العامين الماضيين أننا حققنا نجاحا كبيرا جدا وقطاعات كبيرة جدا في الدولة تعافت وتراجعت البطالة وحدث تحسن في الاحتياطي النقدي الأجنبي و كل هذا تحقق بفضل الله ثم بفضلكم كمصريين لما صمدتم في مواجهة هذه الظروف ” .
وأعرب الرئيس السيسي عن أمنياته أن تخرج مصر من هذه الأزمة بأقل الأضرار ..موضحا بقوله ” ليس ضرر اقتصادي، ولكن شعب مصر غالي علينا وأي انسان مصري أو في العالم يهمنا أن يكون في أمان وسلام”.. مؤكدا أننا كقيادة تجاه شعبها لدينا التزام أخلاقي وإنساني وديني بأن لا يتضرر الشعب المصري.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة دعم المرأة المصرية لتنفيذ تعليمات وإرشادات مواجهة فيروس كورونا، قائلا “أطلب من المرأة المصرية الدعم .. نحتاج مساعدتكن .. هذا أمر جلل، لا أرغب في إخافتكن، لكننا بحاجة إلى دعمكن حتى نتمكن من عبور هذه الفترة بأقل الأضرار .. إذا استطعنا عبور الأسبوعين القادمين سنكون قد عبرنا مرحلة صعبة”.
واستطرد الرئيس “لا نريد أن تكون خسائرنا اليومية بسبب هذا الأمر كتلك الفادحة لبعض دول العالم .. العالم يحشد عشرات ومئات المليارات من الدولارات لمواجهة هذا الفيروس حتى الدول ذات الظروف الاقتصادية الصعبة”، مضيفا “في بداية الأمر رصدنا 100 مليار جنيه لمواجهة الفيروس، ووقتها قيل (هتجيبوا الأموال دي منين)”، مؤكدا “هي مصر قليلة ولا أيه؟.. لا والله هنقدر”، موضحا “لقد بحثنا الموازنة مع رئيس الوزراء ووزير المالية ووجدنا ضرورة أن يكون لدينا احتياطات أكبر من الذي خصصناه لمواجهة هذا التحدي والآثار المترتبة عليه”.
في ختام اللقاء، أوضح السيسي” أنه لم يتطرق إلى موضوعات أخرى لأن ما دون هذا الأمر يمكن علاجه، مؤكدا أنه يمكن بوحدتنا أن نصل إلى حلول لها، والمهم أن نعبر بفضل الله من هذه الأزمة بوحدة المصريين وإرادتهم، والتكاتف من كل المؤسسات، والمجتمع المدني ورجال الأعمال الذين أشكرهم على المبادرات التي ينفذونها”.
وأشار إلى أنه في أقرب فرصة سيكون هناك اجتماعا مع رجال الأعمال للحديث عن المساهمات التي يقدمونها خلال هذه المرحلة الصعبة، موجها التحية إلى الشباب المصري الذي كان له مساهمات رائعة نابعة من إحساس ذاتي ومسؤولية كبيرة.
وفيما يخص تعليق الصلوات في المساجد والكنائس قال الرئيس السيسي: “أرجو أن نعتبر ذلك أخذ بالأسباب، فمن الممكن أن يصاب الناس إذا جاور بعضهم بعضا.. وأريد أن أختم كلامي بدعاء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم أنت ربي عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم”.