عَذابَ الرّبْ .. عاصفة الذكرى

عَذابَ الرّبْ .. عاصفة الذكرى

الرياضة اليوم

عَذابَ الرّبْ .. عاصفة الذكرى

بقلم: حيدرصبي – العراق

الله حينما يغضب على امة يسلط عليها انواعا شتى من العذاب وحسب حجم ما اقترفته من ذنب وهذا ما فهمناه من كتاب السماء المنزل ” القرآن الكريم ” .. الان برأيكم (( امة بنو عبد السيد وبنو عبد الرمز وبنو عبد القائد وبنو عبد الجار وبنو عبد الدينار وبنو عبد السلاح وبنو عبد العبد … )) .. هذه الامة المتشرذمة بين الطوائف والمعتقد والاديان وبين تابعيتها لهذا الصنم السياسي او ذاك اما يكون حقيقا على الله ان يعذبها بالعذاب المستحق ؟ .. ولنلاحظ ان اهل العراق منعوا خير السماء النازل ثم بسبب ضعفهم وفرقتهم تمادت دول جوار العراق ليقطعوا عنهم مياه الانهار والروافد التي تصب في دجلة والفرات النهرين العظيمين باقامة السدود تارة او لحرف مسارات الانهر لتصب باراضيهم لا الاراضي العراقية تارة اخرى ، جفت ارضهم شيئا فشيئا واصبح مناخهم متصحر وباتوا يلوكون الاتربة مع الاكل ويشربون المياه الملوثة لما يفتك بهم العطش خصوصا في محافظة الذهب الاسود ” البصرة ” .. قَلَّ رزقهم ، انتشرت بينهم البغضاء والعداوة ، كثر الديانون وقل التدين ، كثرت المساجد وقل المصلون ، عقول شبابهم مسخت بتعاطي المخدرات فزادت جرائم ( القتل ، السرقة ، زنى المحارم ) ، كثر الجهل وسادت الاباطيل والخرافات بتردي التعليم كيف والدال باتت تقف امام اسم يعود لفرد لايمايز بين الاختيين ” الضاد والطاء” ، اعداد الطلاقات تزاحمت على رفوف المحاكم ، خربت الوشائج الاسرية ، واصبح الابن المتمرد يطرد اباه من بيته ، فقدت القيم المجتمعية كافة كموروث كان العراقيون يباهون به الامم ” كرم نخوة غيره شجاعة حمية .. الخ ” ، منافقون وفقط يبذخون اموالهم في مناسباتهم الدينية ك “زيارة الاربعين” وغيرها ، يلهجون باسم الحسين وال البيت والحسين وبقية اخوته وال بيته يشيحون بوجوههم عنهم باستدلال عدم قبول الدعاء عندهم لا بل هم يستغفرون لهم لجهلهم بتأديته حيث هناك البعض منهم يدخل نفسه فيما سمي ب ( الشرك الخفي ) دون وعي منه ، المغالون بحب ال البيت باتوا مغالين اكثر من الغلاة انفسهم في بداية ظهورهم فانتزعوا صفات الله جل في علاه واسبغوها على ال بيت النبوة الاطهار فافرغوا عظمته وقدرته ونسوا “إنَّ الَّذِي أَيّنَ الأَينَ لَا يقال له أين ، فعن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليٍّ ” ع ” كان أَشْفى الْبيانِ حِين قِيلَ لَهُ أَيْنَ الله، فقال ( إِنَّ الَّذِي أَيَّنَ الأَيْنَ لَا يُقَالُ لَهُ أَيْن، فَقيل لَهُ كَيفَ اللهُ، فَقَالَ إِنَّ الَّذِي كَيَّفَ الكَيْفَ لَا يُقَال لَهُ كيف ) هو الشي الداخل في الأشياء من دون ان يلج فيها ،هي مولوجة فيه ، مصّيرها ، خالق الاكوان من العدم فكيف وندعوا غير سبحانه ” إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ”

يقول الباري عزوجل ” إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلًۢا بَعِيدًا ” ، ونقول ايضا ان اهل العراق شيدوا الاضرحة بالذهب وزركشوها بالفضة والزمرد والياقوت بالوانه ، فبنوا بيوت الله وتركوا بيوت فقرائهم بلا سقف يحميهم قيض الصيف ويقيهم زمهرير الشتاء ، امة خَلَتْ من صنع المعروف بمحلِّه فاصبح معروفها يذهب لأناس بدافع كسب المغنم وبدافع المصلحة الشخصية بظن تحصلها بآجل الايام بينما لسان الفقير اندلق من كثر السؤال ولا من مجيب لسؤاله الا الفقراء من جنسه ، رجالات دينهم اثرياء يتاجرون ويستثمرون بأسمه حتى اصبحت مشاريعهم الاستثمارية والعمرانية لاتقو الدولة على اقامتها !، وهي بدل ان تكفل الفقير برضا ” الكفيل – العباس بن علي ع ” لتعينه حزت رقاب المحتاج واِن تَسَوَّلَهُم تخفيف العبء عنه بتخفيض شيئا من اسعار المشافي او تخفيض لسلع منتجاتهم الصناعية والاستهلاكية ، لا تراحم بينهم وانقطعت صلة الرحم بين الاشقاء والاقارب ولاتزاور الا في المناسبات ، الابن عاق والبنت منفلتة ، اتسع عمل العصابات المنظمة باتساع السلاح المنفلت فأصبح التجار والاثرياء يخشون على انفسهم بعد ازدياد حالات القتل والخطف لشريحتهم فهاجروا تاركين بلدهم لاصحاب الاتوات ، نشوء دولة الخوف بقيام الاحزاب الميليشياوية ، هي تقتل ، تخطف ، تحاسب ، تبتز ، تنفي وتسجن ، انهم دولة في بطن دولة سابرة بغور اعمق من عمق الدولة ذاتها ومع هذا كله نجد مناصرين لهم من امة كانت قد خلت من قبلها الامم في هكذا سلوكيات تمجد الباطل وتقبح الحق ، تنافر ذاتها بموضع وتزدوج معها في ذات الموضع ، اننا شعب لانشبه الشعوب متمردون لا يرتضينا احد ولا نرضى على فعل احد ولانستملح العيش مع الحاكم النزيه العادل البسيط فالعصا ما نرغبها في الحكم والقوة المفرطة نتغزل بها ، فتحترم الحاكم وان كانت امة مرهوبة خائفة ، تصفق له بالعلن وتلعنه في السر ..

تلك الامة تستحق ان تَشُمَّ التراب كل ليلة وتأكل الحجر مع قد الارض ، امة تستحق ان تعيش بخوف ويأس وخذلان فالامة التي خذلت نفسها ومن استمرأت الخذلان كعيشة استقرار ، حق لصانعها ان يعذبها بما يتوجب لها من العذاب .

اقرأ أيضا ..