يوسف شعبان‏:‏ هذه حكايتي مع عمر الشريف وعبد الحليم وشادية

يوسف شعبان‏:‏ هذه حكايتي مع عمر الشريف وعبد الحليم وشادية

يوسف شعبان‏:‏ هذه حكايتي مع عمر الشريف وعبد الحليم وشادية

أكد الفنان يوسف شعبان أنه لم يكن من الفنانين الذين اعتمدوا علي شكلهم أو الشللية‏,‏ مشيرا إلي أنه كان يدرس في كلية الحقوق في السنة الثالثة وقدم مسرحية هاملت مع ممثلين أغلبهم كانوا يدرسون بمعهد الفنون المسرحية‏,‏  يوسف شعبان‏:‏ هذه حكايتي مع عمر الشريف وعبد الحليم وشادية

منهم كرم مطاوع, ونجيب سرور, وبعد أن شاهدوا مستواه الفني نصحوه بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية, وبالفعل نفذ النصيحة مضطرا للتضحية بثلاث سنوات من دراسة الحقوق.
جاء ذلك خلال ندوة التكريم التي أقيمت أمس ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط للفنان يوسف شعبان, بحضور عدد كبير من الفنانين, وأدار الندوة الكاتب الصحفي زين العابدين خيري والذي قدم كتابا تذكاريا عن الفنان القدير يوسف شعبان بعنوان البرنس.
وقال شعبان الذي بدا متأثرا من مشهد الحضور والتصفيق: كدت أنسي ماذا أعمل, ليأتي هذا التكريم في وقته المناسب ليذكرني أنني فنان, مشيرا إلي أنه بعد هذا العمر والتاريخ الفني: أشعر وكأنني لم أقدم شيئا مطلقا وأن ما سبق من أعمال قدمتها ما هو إلا محاولات محدودة حيث كنت أتمني أن أقدم للسينما المصرية ما يفوق هذا.
وعبر الفنان عن ندمه لعدم استكمال دراسته في مجال الحقوق, موضحا أنه تربي فنيا علي مبدأ تسليم الراية من أجيال لأجيال تلحقها وهذا ما صنع لقب هوليوود الشرق, مبديا تعجبه من الجيل الجديد من الفنانين قائلا: لا أعلم من أين جاءوا بهذه الراية؟ مستنكرا حالة الخلل والعبث التي أصابت الوسط الفني, والدليل أن جيل الوسط لا يجد عملا, موجها سؤال للمخرج عمر عبد العزيز: متي آخر عمل عرض عليك؟.
وروي يوسف شعبان ذكرياته مع نجوم زمن الفن الجميل, مؤكدا أن بدايته جاءت من خلال فيلم في بيتنا رجل للمخرج هنري بركات, حيث شاهده مساعد المخرج محمد إبراهيم خلال جلوسه في نادي نقابة المهن التمثيلية وقدمني لهنري, وقدمت مشاهد أمام النجم عمر الشريف, وكنت أرغب في زيادة عدد مشاهدي وحينما سألني هنري بركات بتعرف تسوق؟ فأجبته: نعم, رغم أنني لا أعرف, وداخل السيارة قبل تصوير المشهد قلت لعمر الشريف الذي كانت قد بدأت تنشأ بيننا علاقة صداقة: إنني لا أعرف قيادة السيارات, فقال لي يخرب عقلك, وذهب لهنري بركات واقترح عليه أن يقوم هو بقيادة السيارة لأنها ستكون أوقع حتي لا ألفت النظر واقتنع هنري بركات الذي جاءني وقال خلاص يا يوسف انزل أنت.
وأوضح أن في بيتنا رجل حقق نجاحا كبيرا, وهو ما دفع المخرج حسن الإمام ليقدمه في فيلم المعجزة واصفا نفسه بالمحظوظ, لكونه وقف أمام فاتن حمامة وشادية وحسين رياض في فيلم واحد, مشيرا إلي أنه بعد هذا الفيلم حصر في أدوار الشر والتي كان مشهورا بها فريد شوقي.
وأشار إلي أنه قدم مجموعة من الأفلام الأجنبية منها التركية من إنتاج عبد الحي أديب, وآخر إيطالي لم يلق نجاحا عالميا, رغم أنه ضم كلا من فاتن حمامة وأحمد مظهر, مشيرا إلي أنه خلال هذا الفيلم الذي صور في صحراء الساحل الشمالي بمصر, قدم شخصية شيخ قبيلة في أحد المشاهد مفترض أنه ينهر السيدات بطريقة غير لائقة قائلا: هش ولكن يوسف شعبان رفض طلب المخرج الإيطالي, موضحا له أن الشعب المصري لا يعامل نساءه بهذه الطريقة غير المحترمة, والتي تقال للحيوانات.
وأشار إلي أنه تعرض لموقف مثير أثناء تقديمه فيلم معبودة الجماهير; حيث أكد له المنتج حلمي رفلة أن الفنان الراحل عبد الحليم حافظ رفض تواجده في الفيلم علي عكس الفنانة شادية التي أصرت علي وجوده, وبرر عبد الحليم حافظ رفضه ليوسف شعبان أنه كتب عنه في الصحف أن لديه عيونا واسعة معبرة تسرق الكاميرا وبالتالي خشي عبد الحليم من تواجد يوسف شعبان معه في نفس الفيلم لحرص العندليب في هذه الفترة من حياته أن يحصل علي لقب أفضل ممثل كما سبق وحصل علي لقب أفضل مطرب, وبعد تصاعد الموقف اضطر المنتج حلمي رفلة اللجوء إلي كاتب الفيلم مصطفي أمين والذي رأي ضرورة وجود يوسف شعبان, وبعد مرور عدة سنوات طلب عبد الحليم حافظ مقابلة يوسف شعبان عندما كان طريح الفراش قبل سفره في رحلته العلاجية الأخيرة وطلب منه أن يسامحه, مؤكدا أن ما فعله عبد الحليم يشير إلي أنه فنان حقيقي أراد أن يغسل نفسه من أي شيء.
كما روي شعبان قصته مع فيلم ميرامار ودور سرحان البحيري الذي حدث جدل حوله نظرا لتقديمه بشكل مختلف عما كتبه كاتب السيناريو, مؤكدا أنه قرأ الرواية الأصلية لنجيب محفوظ قبل التفكير في تحويلها لفيلم وبالتالي كان مدركا لجوانب الشخصية وملما بتفاصيلها كما قدمها نجيب محفوظ, وهو ما جعل المخرج كمال الشيخ يقول له: إنه عكس ما في السيناريو وأن سرحان البحيري ولد نصابا, فأقنعه بأن هناك شكلا محددا يريد تنفيذه وهو ما اقتنع به الشيخ في النهاية.
وأوضح يوسف شعبان أنه خلال سيرته الفنية كان يقدم أفلام بطولة مطلقة ثم يعاود العمل ضمن فريق, لأنه لم ينظر مطلقا إلي الدور من حيث مساحته ولكن إلي الشخصية, مثل الممثل العالمي ماكسميل شل الذي قدم مشهدا واحدا حاز به علي جائزة الأوسكار العالمية.
وفي نهاية الندوة قدم فاروق صبري, رئيس غرفة صناعة السينما درعا للفنان يوسف شعبان تكريما لما قدمه من تاريخ فني حافل للسينما المصرية.

اقرأ أيضا ..