عندما يريد البعض هدم التاريخ والقانون بكلام فارغ
بقلم: أحمد عبد اللطيف
رسالة غريبة وعجيبة وجهها لاعبو النادى المصرى البورسعيدى ومعهم حسنى عبد ربه قائد نادى الإسماعيلى، قبل مباراة الفريقَين مساء يوم الجمعة الماضى فى ربع نهائى الكأس والتى انتهت بفوز الدراويش وتأهلهم لنصف النهائى. محتوى الرسالة كان أمرًا يدعو فعلاً للاندهاش، فقد ارتدى اللاعبون قبل المباراة قميصًا أبيض عليه صورة حسام حسن مكتوبًا عليه عبارة «لا تهدموا تاريخ مصر».عندما يريد البعض هدم التاريخ والقانون بكلام فارغ
الرسالة معناها واضح من لاعبى المصرى وحسنى عبد ربه الإسماعيلاوى الوحيد الذى ارتدى القميص، وهى أنهم يطالبون الجهات المسؤولة بعدم محاسبة وعقاب حسام حسن لعدم هدم تاريخه الطويل مع المنتخب المصرى ونادى الأهلى، خصوصًا مع العدد الكبير من البطولات والإنجازات التى حققها.
حسام حسن فعلاً جزء من تاريخ مصر الرياضى ولا يستطيع أحد إنكار ذلك، ولكن هذا ليس مبررًا أبدًا ولن يكون مبررًا لعدم عقاب مَن يخطئ ويتجاوز القانون.
الأزمة انتهت وخرج حسام حسن من محبسه بعد الحكم بالإفراج عنه وانقضاء الدعوى بالتصالح مع رقيب الشرطة، ولكن ما يجب التوقف عنده هو أن مَن طالب بعدم عقاب حسام حسن عليه أن يعيد حساباته جيدًا، سواء كان جماهير النادى المصرى أو لاعبى الفريق أو حسنى عبد ربه، فهم برسالتهم هذه يريدون هدم التاريخ والقانون وكل شىء.
الغريب أن مبرراتهم فى طلبهم بعدم هدم التاريخ، كما يقولون، لا يجب أن تُقال أبدًا، فتجد منهم مَن يقول: «الكثيرون يخطئون ولا يحاسبهم أحد، فلماذا نحاسب إذن حسام حسن ولا نضع فى حسباننا تاريخه الطويل؟».. الرد المناسب على هذا الكلام الفارغ هو أننا إذا كنا نريد أن نصبح فى دولة متقدمة ومحترمة علينا احترام القانون وتطبيقه على الجميع، وليس لأن هناك مَن لا يحاسب على خطئه أن يُترك الحبل على الغارب، ولكن يجب البحث عن أسباب عدم تطبيق القانون على الجميع وليس البحث عن استثناءات.
المؤكد بالنسبة إلىَّ وما أقتنع به تمام الاقتناع هو أنه من المفترض أن لا يكون أحد فوق القانون، بداية من رئيس الجمهورية حتى أصغر مواطن فى البلد، سواء مَن له تاريخ طويل فى مصر أو لا يملك أى تاريخ، وأن المخطئ يجب أن يعاقب بالقانون، وهو ما حدث مع حسام حسن بحبسه هو ومساعديه والإفراج عنهم فقط بعد أن تم التصالح مع رقيب الشرطة.
المصدر .